الاثنين، 18 أكتوبر 2010

لماذا آل البيت ؟! (الحلقة الأولى ).

لماذا آل البيت ؟! (الحلقة الأولى ).
بقلم : عبد الله أبو الحسن
سؤال سمعناه من قبل ونسمعه اليوم حتى مللناه وسنسمعه في المستقبل ولكل سائل من ورائه غرض وهدف وغاية، فالبعض يسأل بدافع الخبث؛ وليجعلها جاهلية لا يريد من تساؤله معرفة الحق ولكن تحريك العصبيات العرقية والأسرية والقبلية فيكوّن بين آل البيت وبين غيرهم سداً فلا يسمعون لهم ولا يقبلون نهجهم، كما فعل عتاولة قريش في الزمان الأول عندما عادوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم رغم علمهم بصدقه وما يدعو إليه، وكان كل عذرهم أنهم كانوا في الفضل سواء فكيف يكون لهاشم نبي وهم لا، فيخرج الأمر عند العوام من الحق والباطل إلى الجاهلية والعصبية فتكون النتيجة أن تثار حمية الجاهلية للعرق والقبيلة في الناس فيرفضون الحق مادام المتكلم ينتسب إلى آل البيت، وهذا الصنف يبعد الناس عن اتباع آل البيت الذين هم سفن النجاة بهذا الأسلوب الخبيث كي يستعبدهم هو ويفرض عليهم منهج الشيطان وأوليائه، وآخر يسأل كي يحصل من وراء ذلك على مكسب مادي عند الحاكم الفلاني أو الأمير الفلتاني ، وآخر يسأل متعجباً وآخر يسأل كي يعرف السر فيتبع ويقتدي وينتهج؛ ولذلك هنا سأخص بإجابتي السائل الذي يريد أن يعرف لكي يحب فيتبع وينتهج ، وقفة تأريخية للتأمل : (بهذه التوطئة سأدخل إلى الموضوع )كانت قد ساءت الأمور كثيراً في فترة الجاهلية إلى حد أصبحت نموذجاً سيئاً وتدنت في كل جوانب الحياة (ولمن يريد أن يعرف تلك الوضعية التي كان عليها المجتمع القرشي فعليه بخطبة جعفر الطيار عند النجاشي ). ومن أهم الأسباب التي أدت إلى فساد المجتمع آنذاك؛ فساد العقلية التي حكمتها ثقافات ومعارف خاطئة وحكمتها المزاجية والعشوائية في التقنين والتقرير، إذ لم يكن هناك ضوابط وأسس صحيحة تقوم عليها إدارة الإنسان في عقليته وقلبه وروحه وتعاملاته وأخلاقياته؛ ولهذا لم يكن هناك أي نمو أو تطور من أي نوع في تلك الفترة المعروفة بالجاهلية الجهلاء ، وذلك بسبب الانحراف العقائدي ، والانحراف التربوي الذي أفسد المنظومة الأخلاقية والاجتماعية، وكل هذا سببه عشوائية ومزاجية وتعدد العقليات القيادية التي كانت تمسك بزمام الأمور، والتي سيطرت عليها المزاجية والعشوائية والارتجال فقد استخدموا وسائل كثيرة لإخضاع المجتمع لهم وإرغامه على تنفيذ قوانينهم وأعرافهم . ومن أهم هذه الوسائل القوة المادية مضافاً إليها قوة القبيلة وغيرها من عوامل السيطرة ، ونظراً لهذه الوضعية الجاهلية والحالة المزرية للإنسان في تلك الفترة ، كان لا بد من إرسال شخصية خاصة جداً تتميز بكل الصفات المفقودة عند تلك القيادات الفاسدة شخصية تتمتع بقدرات خاصة، وكذلك لا بد من أسس وقواعد قوية ينطلق من خلالها كي يستطيع تخليص الأمة من واقعها المزري، ونجاح تلك المنهجية في إصلاح تلك الوضعية يعني دليل إثبات وشاهداً قوياً على إصلاح أي وضعية مماثلة مهما تغيرت الأسماء واختلفت الوسائل والأشكال وهذا هو السر في اختصاص الجزيرة العربية بالإسلام وبمحمد صلوات الله عليه وعلى آله . الإسلام والجزيرة العربية :أشرنا إلى الوضعية التي كان عليها المجتمع قبل بعثة رسول الله وما كان يعانيه ، فكان المكان الأفضل كي تختبر فاعلية الإسلام فإن استطاع الإسلام أن يصلح تلك الوضعية ويعالج أمراضها فذلك يعد أقوى دليل على إثبات أحقية هذا المنهج لإدارة الحياة بكافة أشكالها .وأيضاً يعتبر هذا المنهج الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إيذاناً من الله ببدء العد التنازلي لهذا الوجود، فكان لا بد من منهج يدير الحياة وينظمها ويرشدها إلى آخر لحظة، يكون مناسباً لأي فترة مهما اختلفت المسميات. ولذلك من أهم ميزات الإسلام أنه أوسع من الحياة بكلها على اتساعها واختلافها وتنوعها، وبتطبيق هذه المنهجية يستطيع الإنسان أن يستخلف الأرض ويعمرها. ويعني أيضاً انتهاء فترة الرسل والوسطاء والمبلغين عن الله، لأن المنهجية الإسلامية أثبتت بالدليل القاطع والمادي الملموس أنها تستطيع إصلاح أي وضعية جاهلية وانتشالها من الحضيض إلى قمة الرقي كما كان من أمر قريش والجزيرة العربية وكيف انتقلت بالإسلام نقلة نوعية في كل جوانب الحياة، حتى تحول الإنسان العربي الذي كان لعبة بيد القوى الخارجية تستعبده مجموعات بشرية إلى إنسان سيد نفسه يدير العالم، وذلك لما فيه من المباديء والقواعد والأسس الثابتة التي لا يمكن لأي كائن أو مخلوق في هذه الحياة أن يكون خلافاً لما أثبتته تلك المنهجية ، فعملية الإصلاح الشاملة التي أحدثتها المنهجية الإسلامية في الجزيرة العربية ستكون الرد العملي لأي مشكك أو مدع أن الإسلام لا يصلح لإدارة الحياة أو أي ادعاء آخر. وبهذا نخلص إلى أن أي وضعية ستعيشها الأمة الإسلامية ستكون شبيهة بوضعية قريش ستكون أسبابها :• كثرة القيادات التي تدعي المعرفة وتدعي أحقيتها في السيادة رغم عدم وجود المؤهلات العقلية والقلبية والسلوكية لذلك. • عشوائية الأخذ ومزاجية الاتباع فلا وجود لضابط للمعلومة والمعرفة، فتسود المزاجية والعشوائية في التشريع والتقنين .رسولاً منهم : (خصوصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ) من الأسباب التي أدت بالمجتمع العربي إلى حالة الجاهلية هي العشوائية والارتجالية في التقنين والتشريع كما أشرنا، وإذا بقي الحال كما هو فلن يستطيع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يبلغ شريعة الله ولذا كان حتماً عليه أن يغير تلك الوضعية بمعالجة الأسباب التي أدت إليها، فكانت بعثة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تعني ثورة ضد كل الثقافات المنحرفة في المجتمعات والتي أنتجتها كثرة المدعين بغير علم، ثورة ضد القوانين والقواعد والأسس التي تدار بها الحياة آنذاك ، وإنهاء لفترة التنظير والتقنين التي تعتمد على الهمجية والعشوائية والتي أدت إلى فساد المجتمعات، وأيضاً إنهاء فترة الانحرافات العقائدية ونسب ذلك إلى الله؛ أي تبيين وتوضيح زيف وكذب من يدعون أنهم على دين سماوي وينسبونه إلى الله وأنه من عند الله ، فبعثة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم جاءت بقاعدة واحدة أن الدين عند الله الإسلام وفق الرؤية والأسس والقواعد التي وضعها الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ومن يخالف فلن يقبل منه ، هذا من جانب ومن جانب آخر أنه لا بد لمن يتولى هذه المهمة وهي مهمة التبليغ عن الله ويكون ممثلاً لله ومندوباً عنه أن تكون عنده استقامة قلبية وطهارة روحية وهنا يستطيع أن يشخص الأسباب التي أدت إلى فساد المجتمع دون أي حسابات شخصية أو خبث في النوايا ، وبهذا تتولد عنده الاستقامة العقلية فتكون عنده القدرة على تقييم الأمور والحكم فيها وعليها واتخاذ المواقف التي فيها رضاء الله، وإيجاد الحلول المناسبة التي تؤدي إلى تحقيق الهدف العام وهو إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وبهذا تكون عنده الاستقامة السلوكية التي تجعله يتعامل مع الناس بالصدق والأمانة والأخلاق العالية ولو مع أعدائه، ومجمل هذه الإستقامات أوجدت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم حالة من الحرص الشديد على إخراج كل الناس من الظلمات إلى النور حتى كاد يبخع نفسه ، ويكون عنده الاستعداد الكامل للتضحية والبذل في سبيل إنجاز الهدف والغاية التي أرسل من أجلها . خصوصية القرآن الكريم :بداية نزول الوحي الخطوة الأولى في ضبط مصدر المعلومة وإنهاء حالة العشوائية والمزاجية، وقطع الطريق على هواة التنظير والتقنين ، فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم حدد مصدر المعلومة (القرآن هو المصدر الوحيد للأخذ) ، وبذلك أنهى فترة حرية التشريع والتقنين والبحث والفلسفة على خلق الله بدون الانطلاق من تلك الأسس والقواعد القرآنية، والمصدر الثاني الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي سيكون المبين والمفسر والمشرف على متابعة وتنفيذ وتطبيق تلك المنهجية الربانية بحيث تحقق أهدافها، ومن أهم أهدافها عمارة الأرض واستخلافها بحيث تكون كلمة الله هي العليا، وهذا ما حصل، ومن هنا نلفت عناية القاريء الكريم إلى التأمل في أهمية الخطوات التي قام بها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. والتي أولها تغيير المباديء والمنطلقات والقواعد التي تحكم الإنسان والمادة , ومن ثم وضع أصولاً ومبادئ للمعرفة فضبط مصدرها وحصره في القرآن وذاته صلوات الله عليه وآله فكانت النتيجة أن قلبت الطاولة على رأس كل مدع وكذاب أشر . إلى هنا لا مشكلة ؟ ولكن المشكلة بعد رحيل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان المفسر والمبين للقرآن ، الله سبحانه وتعالى تكفل بحفظ القرآن الكريم من التحريف وغير ذلك ، فما الذي فرق المسلمين بعد اتحادهم ؟ هذا ما سنجيب عليه في الحلقة الثانية إن شاء الله

الجمعة، 8 أكتوبر 2010

كتاب الفتاوى الجزء الثاني


تـنبيـه:
قد ضم إلى هذا المجلد منسك الحج لأنه أنسب، وأخرجنا رسالة الإمام علي بن المؤيد في مراتب الأئمة ورسالة الإمام عزالدين إلى العلماء من أصل ترتيب السيد العلامة/ محمد بن أحمد بن عزالدين وضممناهما في القسم الأول.

مقدمة التحقيق للقسم الرابع وهو فن الفقه
يقول المفتقر إلى الله تعالى عبدالرحمن بن حسين بن محمد بن مهدي بن محمد بن إسماعيل بن يحيى بن محمد (الملقب شايم) بن علي بن محمد بن علي بن داوود بن الهادي بن أحمد بن المهدي بن الإمام عزالدين بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد" .
بعد حمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله الهداه ، قد قدمت لرسائل الأئمة الثلاثة المجموعة في المجلد الأول، بما اقتضاه المقام، وعنيت في جمع تلك الرسائل وتصحيحها وتخريج أحاديثها، وتقويم المعوج من ألفاظها، الذي حرفتهُ أيدي النساخ، ونبهت على ما ترجح لي من تلك الآراء التي سطعت أنوارها، وطما تيارها، أما الآن فقد جمعت خيلي ورَجلي، لأقدم لقسم الفقه، وأجهد نفسي في إبراز ذلك الدر المكنون من ألفاظ هذا القسم، وأخوض غماره، وأُلجج في بحاره، وأخرج بعض أحاديثه، فإن أصبت وأحسنت ،فذلك من فضل ربي، ويكون ذلك صلة لجدي وأبي ، وقربة مقربة إلى ربي ، وإن أخطأت، فقد أبلغت جهدي، ولا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها .
واعلم أن العلوم وإن تنوعت أنواعها، وتشعبت شعبها، وتفننت أقسامها ، فإن علم الفقه بعد إحراز المرء معرفة الله تعالى، وما يجب له من الصفات، وما يجب أن ينفى عنه من النقائص، وبعد معرفة النبوات، والوعد والوعيد والإمامات ، هو إمامها ورأسها وسنامها، لأن بمعرفته وإحرازه، تصح معاملة العبد لربه في عبادته، وتصح معاملته للمخلوقين ، فبه تحصل النجاة وتكون عبادته ومعاملته على وفق إرادة الله تعالى، وكل عمل ليس مطابقاً لأمر الشارع فهو رد .
ثم إن علم مسائل الأحكام ، ومعرفة الحلال والحرام ، وإن كان هو الطريق لسلوك المعاملة الصحيحة ، وإحراز المتاجر الربيحة ، فإن فقه الفقهاء كثير ، واختلافهم فيه وفي مسائله شهير، فلا بد للسالك من إجالة النظر في طلب الحق ، والتمسك بالنهج الأقوم الموصل إلى مراد الله تعالى القائل في محكم كتابه ﴿ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ﴾[الزمر: 18] وطلب الحق ومعرفته وإتباعه، ليس بالسهل اليسير، بل لا بد من تجريد نفس الطالب لله وإخلاصه، ونبذ التقليد، وترك حب الأسلاف والآباء والمشائخ، والعصبية المردية المهلكة، والتزام قبول الحق من أينما ورد ، وسواء قلنا :الحق في المسائل الفرعية واحد والمخالف مخط غير آثم، مع توفية الاجتهاد حقه ، أم قلنا: إن كل مجتهد مصيب من الصواب على بعد القول الأخير، فطلب الحق متعين على كل واحد من القولين، فالله تعالى أمرنا بطلب الحق والكون مع الصادقين ، ونصب لنا على ذلك الدلالات القاطعات في العلميات، والدلالات والأمارات في العمليات .
ولما كان فقه الأحكام، ومعرفة الحلال والحرام، تؤخذ من كتاب الله الكريم، ومن السنة النبوية، ومن القياسات الجلية والخفية ،ومن الإجماعات المروية، ولما كان القرآن الكريم و السنة النبوية الغراء، فيهما المنطوق والمفهوم، والظاهر والمجمل والمبين، والمطلق والمقيد والعموم والخصوص، والناسخ والمنسوخ ،والمحكم والمتشابه، وفي السنة كذلك، وفيها الصحيح والمقبول و المعلول، والمردود والمكذوب على رسول الله ÷ إلى غير ذلك ، عمد رجال الأصول إلى تقرير قواعد صحيحة، وأصول قوية أصيلة، ووثقوها بأدلة قطعية، فبنوا تلك الفرعيات المستخرجة من النصوص على تلك القواعد، وجعلوا تلك القواعد معياراً ، سبروا بها غور المسائل المستخرجة .
ولما كان فقه أهل البيت " هو الفقه الخالص من الشوائب ، العذب الموارد، والسلسبيل للقاصد ، لما تميز به من المميزات التي أدركها النظار ، وسبرها أهل النهى والأفكار ، وهي أمور جمليَّة ترجع إلى ما اختص به أهل البيت " من الأدلة الدالة على طهارتهم، وعصمتهم ووجوب إتباعهم ،والرد إليهم والكون معهم ، وأن الحق لا يفارقهم، وأنَّهُمُ الأمان لهذه الأمة، وأمور ترجع إلى نفس فقههم ومسائله على إنفراد كل مسألة، وذلك ما يعرفه العارفون من صحة إسنادهم ، ودقة أنظارهم، وتمحيص أقوالهم، إذ أسانيد أحاديثهم عن آبائهم ، وعن شيعتهم، لم يجنحوا إلى تخاليط الحشوية وتمويهاتهم، كما قال الناصر الكبير %:
فقـولهم مسنـد عـن قـول جدهم


عـن جـبرائيل عـن البـاري إذا قـالـوا

وكما قال غيره :
ما أتـوا عــن مسـرهدٍ بـحــديث

لا ولا وثـقـــوه فــي إسـنـاد

لا ولا أسنـدوا لـعمـرو حـديثاً
بــل رووا علمهم عن السـجاد

وكما قال المنصور بالله % :
كـم بين قولي عـن أبـي عـن جده

وأبـــو أبـي فـهـو الـنبي الـهادي

وفـتى يقول: روى لنــا أشياخنا
مـا ذلك الإسـنـاد مـــن إسـناد

خــذ ما دنـا ودع البعيد لشــأنـه
يـغـنيـك دانــيه عـــن الإبـعـاد

فالمذهب الهدوي الذي هو مذهب العترة الطاهرة، هو الذي فتح باب الاجتهاد، وأوجبه على القادر، وأجاز التقليد للقاصر ، وهذا شيء عظيم بعيد عن التحجر الذي وقع فيه فريق من الناس، ممن أوجب التقليد، وأغلق باب الاجتهاد على القادر عليه، وهذا حجر منه لعطاء الله، وما كان عطاء ربك محظورا .
فَلِما ذكرنا كان من علماء مذهبنا من أئمة أبرار، وشيعة أخيار، أن تباروا في استخراج المسائل، وتحرير الدلائل، من غير حجر من بعضهم على بعض ، يعلنون إجتهاداتهم ،ويقررون مختاراتهم ، مع حفظهم لعلوم أوائلهم، والإعتناء بنصوص سابقيهم ، فالمتأخر ينقح مذهب السابق تارة بالتخريج، وتارة بالتعليل، وأخرى بإقامة الدلائل ورد شبه المعترضين، يذب عنه ويحميه، ويوثق إسناده ويرويه، فهو مثلا يخرج للهادي % ويفرع ويدلل ويعلل لمذهب إمامه، وعندما يُسأل عن مذهبه، يرجح ما يراه، وهذا فائدة فتح باب الاجتهاد، وقد أبرز الإمام أبو الحسين المؤيد بالله، وأخوه الناطق بالحق يحيى بن الحسين عليهما السلام و من في طبقتهما من أئمة الهدى، ومن الشيعة الذين بهديهم يقتدى، صورة ذلك، وأوضحوه أتم إيضاح، وأفصحوا بحقيقة ما قلنا أتم إفصاح، إذ هم المتدثرون بلباس التحقيق، والصاعدون درجات الاجتهاد إلى سماء التدقيق، وما أجمل ما قاله الإمام يحيى بن المحّسن الداعي % في ذكر الإمامين عليهما السلام :
والسـيدان أحـمــد المــؤيـد

وصنوه يحيى فنـعم الســيد

نـهـر عظيــم وخـضم مـزبد
طابا فعــالا حين طــاب المولـد


فضـلهما مشـتهر لا يـجـحد



قد صنفا التحرير والتجريــدا

لقــول يحيى أظهرا التأييـدا

مـــــجـتهـدين آثـــرا التقــــليـدا
واغتـرفا حوضا لـه مورودا

لاشك أنهما في أعلى رتبة الاجتهاد، ولا يعني الإمام الداعي أنهما قلداه، بل أراد أتّبعاه إتباع المقلد، لما وجدا أقوال يحيى % معمدة بالأدله، وتطابق رأيهما مع رأيه ، فصارا كالمقلدين، كيف (وقد قال المؤيد بالله %: كنا نهاب خرق نصوص يحيى كما نهاب خرق نصوص القرآن).
وإذا نظرت إلى بقية علماء المذهب، من مخرجين ومحصلين، ومقررين ومذهبين، لم تجد إلا أئمة النظار، تتلاطم علومهم كتلاطم البحار، وقد قلنا: إن المجتهد فرضه الاجتهاد، والتقليد إنما هو لغير المجتهد، ولما كانت إجتهادات العلماء هي التي يهتدي بها المهتدون وتنير الطريق، التي يسلكها السالكون، قد حرروها إما في تأليفات مستقلة، وإما في أجوبة على أسئلة واردة، فمن هذا النوع الأخير ،كان هذا الفرات النمير، الذي نقدم له، وهو أجوبة أسئلة وردت على الأئمة الثلاثة، وأغلبها وأكثرها على الإمامين السابقين الهادي عزالدين وولده الناصر الحسن بن عزالدين، والأقل النادر على أبيهما الإمام على بن المؤيد %، فجاءت الجوابات بالاجتهادات تارة مقررة لما ذهب إليه أهل مذهبنا، وتارة يقرر المجيب اجتهاده بأدلة ناهضة، وبعلل ظاهرة ولا غرو أن حلقت هذه الجوابات في سماء التحقيق ، وبلغت الغاية القصوى في التدقيق، فانّ ابن بجدتها، والفاضّ لعذرتها هو الذي جلّى في السباق، وسارت دقائق علومه في الآفاق، وولده الإمام هو الذي لا يشق غباره، ولا تمحق آثاره، ولست بصدد أن أبين أصول قواعد المذهب، ولا أن أذكر أهل النصوص منهم، ولا أفصل ذكر المحصلين والمخرجين والمفرعين، وأهل التقرير والتذهيب من المتأخرين، من المدينتين صنعاء وذمار، لأن ذلك مذكور ومفصل في مؤلفات مستقلة، ولعل من يقدم لبعض الكتب الفقهية لمذهب الهدوية، ممن له نشاط يتعرض لذلك بدقة، وإنما عنيت بإخراج هذه الكنوز الثمينة الصادرة عن هؤلاء الأئمة لما في ذلك من النفع لطلاب العلم، لأنها معاونة على البر والتقوى، لما في ذلك من الأجر والثواب المرجو من الله تعالى، ولأن هؤلاء الأئمة آبائي، فمن تمام بري لهم، إخراج مؤلفاتهم لينتفع بها رواد العلم ،فيحصل لمؤلفيها الثواب، لحديث (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، ومنها علم ينتفع به ))، وقد قمت بإخراج النص وتصحيحه بتقويم ما اعوج من أيدي النساخ، وأصلحت ما تصحف من الألفاظ، ولا أدعي الكمال فهو لله تعالى ولكني قد بذلت وسعي. جعل الله ما لاقيته من التعب والوصب في إخراج ذلك، ثقلاً في موازيني، وحطّاً لسيئاتي ،ونوراً يسعى بين يدي، بحق النبي الأمين وآله الطاهرين .
وقد اعتمدت في أخراج هذا القسم الأخير المتعلق بالفقه على أربع نسخ:ـ
الأولى: نسخة قديمة مصورة على نسخة المولى العلامة/ علي بن محمد العجري ! قال في آخرها: انتهى ما وجد من السؤالات والجوابات في حال نسخ هذه الأوراق بحمد الله باري البريات، وفاطر الأرض والسموات، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم، فرغ من نسخ هذا الكتاب الميمون، في نهار السبت غرة ذي القعدة أحد شهور سنة ثلاثة وسبعين وألف هجرية، وذلك برسم مالكه من فضل الله العدل الأفضل، درة تاج الشيعة المكلل ،وطراز المجد الأمثل ،عز الملة والدين، وسلالة الأكرمين/محمد بن علي بن جعفر أبقاه الله ومتع المسلمين ببقاه ،آمين.
والثانية: بقلم الوالد العلامة: حسن بن محمد العجري مصورة، والأصل من خزانة الأخ/ حسين بن محمد حورية.
والثالثة: نسخة صحيحة أصل من حوزة بعض الإخوان قال في آخرها: قال في الأم: انتهى ما وجد من السؤالات والجوابات في حال نسخ هذه الأوراق ،والحمد لله باري البريات، وفاطر السموات، تم ما رقم من سؤالات الإمام الهادي إلى الحق عزالدين بن الحسن، وولده الحسن بن عزالدين عليهما السلام ،وجواباتهما وما إليهما بحمد الله وعونه وكرمه وإحسانه، في ضحى يوم الأربعاء لعله 16 شهر رجب الأصب تاريخها بعد الثلاث مائة وألف .
والرابعة: أصل كذلك بقلم السيد حسن بن عزالدين عدلان .
وقد قابلت النص على هذه النسخ المذكورة، وقد أشرنا إلى هذه النسخ المذكورة في مقدمة المجلد الأول ،وصورنا أوراقاً من ثلاثٍ منها، أما الرابعة فقد كانت ردت إلى صاحبها وقت التنسيق،ولم أعن بذكر الفوارق بين النسخ إلا في مواضع، واعتمدت النسخة الأولى أصلاً، ولما كانت رسالة الإمام علي بن المؤيد في مراتب الأئمة، وكذلك رسالة الإمام عزالدين في الإمامة، وجواب البكري وجواب النجري ، وضعها جامع الفتاوى السيد العلامة/ محمد بن أحمد بن عزالدين في فن الفقه، بجانب باب السير في أصل ترتيبه، فرأينا إخراج تلك الرسائل من فن الفقه ،ووضعها بين رسائل الإمامة، ولما كان منسك الحج للإمام عز الدين منفرداً مستقلاً، رأينا إدخاله في كتاب الحج في الفتاوى، لأنه المكان اللائق به .
وأشكر كثيراً من أعانني على أداء هذه المهمة من أولادي وأحفادي وتلامذتي، ممن قام بالمقابلة معي، وبصف هذا الكتاب العظيم وتنسيقه، ومنهم ولدي/ عبدالله بن عبدالرحمن شايم، وولدي/ علي بن عبدالرحمن شايم، وحفيدي/أحسن بن محمد عبدالرحمن، وأشكر كل من أسهم في هذا العمل، ومن شد أزري عليه وأعانني، فجزا الله الجميع خيراً، وسددهم وثبتهم، وجمع لهم بين خيري الدنيا والآخرة .
وبهذا يتم ما أردناه، والقصد خدمة العلم وإبراز نفائس المؤلفات، ولم نعن بالتحقيق الفني الذي يسعى إليه بعض الإخوان، بل غرضنا حصول الفائدة، والله الموفق لكل خير.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وحرر بتاريخه جمادي الأولى 1424هـ

عبد الرحمـن حسيـن شايـم وفقه الله تعالى

الثلاثاء، 5 أكتوبر 2010

طريقة تحميل المكتبة الزيدية للجوال

طريقة تحميل المكتبة الزيدية للجوال

طريقة تحميل المكتبة الزيدية للجوال


بسم الله الرحمن الرحيم


برنامج المكتبة الزيدية للجوال و التي تحوي الكتب التالية:
-الكوكب السيار في مناسك الحج و الاعتمار
-دعاء مع الله في الخلوات
-بلوغ الأوطار في الصلوات على النبي المختار
-النور الساطع
-الصحيفة السجادية
- كتاب الذكر
-دعاء ختم القرآن الكريم
-السفينة المنجية
-تحفة الأبرار


هذه المكتبة تعمل على أغلب أنواع الجوالات


طريقة تحميل المكتبة


1- الدخول الى موقع أنا زيدي www.anazaidi.com
2- الدخول الى قسم برامج الجوال
3- تحميل الملف المضغوط و حفظه على جهاز الكمبيوتر

4- لاستخراج الملفات المضغوطة يلزم توفر برنامج وينرار
5- اضغط بالزر الأيمن و اختر استخراج الملفات (Extract files)

6- حدد موقع استخراج الملفات و اختر موافق

7- سيتم انشاء مجلد باسم (anazaidibooks) يحوي ثلاث نسخ من المكتبة تختلف في حجم الخط فقط حسب نوع الجوال و حجم الشاشة


8- قم بارسال المكتبة الى الجوال بواسطة البلونوث أو وصلة الجوال


9-افتح برنامج المكتبة من صندوق الوارد في الرسائل

10- سيتم التحضير لعملية التثبيت

11- اضغط موافق

12-اضغط استمرار

13-اذا كنت قد قمت بتركيب نسخة سابقة سيطلب البرنامج استبدال النسخة اختر موافق

14-اختر مكان الحفظ(الهاتف أو الذاكرة)

15-اختر نعم لحفظ بيانات المكتبة

16-سيبدأ البرنامج في تثبيت المكتبة

17- عند الانتهاء ستجد المكتبة في البرامج قم بفتح المكتبة للتصفح

18-في الصفحة الرئيسية اختر لاتظهر أبدا ثم اختر دخول

الكتب الخارجية خاصة بالملفات الأخرى الموجودة في الهاتف
19-بعد الدخول ستظهر قائمة الكتب

20- اضغط خيارات ثم خروج للخروج من البرنامج


شرح رموز المكتبة
أيقونة الكتاب أو المجلد

أيقونة الصفحات

أيقونة المكتبة


اضف للمفضلة - لحفظ الصفحة التي وصلت اليها تظهر أثناء تصفح الكتاب


شرح قائمة الخيارات



ذهاب للمفضلة - الذهاب للصفحة المحفوظة
إعدادات - اعدادات البرنامج و اختيار الخلفية و عدد القوائم في الصفحة
حول - لاظهار معلومات البرنامج
خروج - للخروج من البرنامج
قائمة الكتب - للعودة الى قائمة الكتب
القائمة الرئيسية - للذهاب للصفحة الرئيسية للدخول
رجوع - للرجوع صفحة للخلف

تحديث المكتبة الزيدية بكتاب السفينة المنجية




السلام عليكم و رحمة الله و بركاته





تم تحديث المكتبة الزيدية بكتاب السفينة المنجية